يقع علم النفس الاجتماعي عند ملتقى الفرد والمجتمع. فبينما يدرسه البعض، وبالأخص في التراث الأنجلوساكسوني، تفاعل الفرد مع الآخرين، يرى آخرون "علم النزاع بين الفرد والمجتمع". وهذا التعريف الأخير أدنى إلى المفهوم اللاتيني لعلم النفس الاجتماعي، الذي يركز على المجتمع أكثر من "الآخرين"
في فرنسا، يعود نشأة علم النفس الاجتماعي إلى غابرييل تارد، الذي أكد، من جملة أمور، على أهمية الرأي العام في المجتمعات الحديثة، مُرسِّخًا بذلك هذا التخصص في التنمية المجتمعية. إلا أن علم النفس الاجتماعي لم يكتسب وجودًا اجتماعيًا بارزًا إلا خلال أربعينيات القرن الماضي من خلال قدرته على معالجة الإشكاليات الاجتماعية. ومن الأمثلة على ذلك العلاقة بين الآراء والمواقف والسلوكيات (لوين، 1940). ومن خلال هذا البحث الرائد، ظهرت مفاهيم مثل "التحيز" و"التوافق" و"تغيير المواقف"، وغيرها
يبدو أن هذا التقليد قد نُسي إلى حد كبير، إن لم يكن قد هُجر؛ فقد اختفت علاقته الوثيقة بالإشكاليات الاجتماعية، على الأقل في بلدنا. ولا يزال قائمًا في بلدان أخرى، مثل إيطاليا، مع علم النفس المجتمعي (موسر، 2004). لقد فقد علم النفس الاجتماعي وحدته؛ ولم يعد له وجود. ويبدو أننا نواجه انقسامًا فعليًا يزداد وضوحًا يومًا بعد يوم، بين علم نفس أساسي يعتبره البعض العلم الوحيد، وعلم نفس اجتماعي منفتح على الإشكاليات الاجتماعية. يتجلى هذا الانقسام في ظهور علمين نفسيين اجتماعيين مختلفين: علم النفس الاجتماعي الأساسي وعلم النفس الاجتماعي التطبيقي